التحولات الاقتصادية والاجتماعية للجماعات اليهودية بالمغرب، 1912-1967

Abstract

يحاول هذا البحث تسليط الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي دخلت مع نظام الحماية واستمرت حتى سنوات الستينات، مما أدى إلى إلغاء الدور الاقتصادي التقليدي الذي طالما لعبه اليهود بالمغرب تاريخيا، إذ تسبب دخول نمط الإنتاج الرأسمالي في إفلاس بعض الفروع الاقتصادية، خاصة تلك المرتبطة بالتجارة والصناعة التقليدية التي كانت مصدر رزق لكثير من التجار والحرفيين اليهود، بعد أن عوضتها المهن الخدمية الحديثة التي دخلت مع نمط الإنتاج العصري. ويركز هذا البحث، أيضا، على دور الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية في تأزيم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للجماعات اليهودية بالمغرب، بدءا بالأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، ثم الحرب العالمية الثانية، والصراع العربي الإسرائيلي ونشاط الدعاية الصهيونية، وهي أحداث ساهمت إلى حد كبير في عرقلة اندماجهم في المجالات الاقتصادية العصرية، وتعميق أزماتهم الاجتماعية، وتسببت في هجرة الغالبية الساحقة منهم خارج البلاد في سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي، خاصة نحو إسرائيل وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وبنسبة أقل في اتجاه المملكة المتحدة وإسبانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية.